الأحد، يوليو 25، 2010

طوبَى للفقراءْ؟! فالآخِرَةُ لهُمْ ؟

 
 

طوبَى للفقراءْ؟! فالآخِرَةُ لهُمْ ؟!

 

 

أتَحَدّثُ بالمَنْطِقْ..

فولائي للأرض وللإنسان  بغير حدودْ .

والمنطقُ..! ، منطقُ إنسانٍ...

ما اختارَ وجوده....!

يعبدُ وثناً يدعى "إنسانية"

 

*        *        *

والحقَّ أقولْ :

ثمَّةَ  بشرٌ ، تُؤكلُ  ، تُسحقْ

إنسانٌ يحرث وجه الأرضْ

يكدحُ ، يشقى ، يعرقْ

يمرضُ ، يعرى ...يتألمْ..!!

ويجوعُ  ويحزنْ .

يحلمُ بالأمن وبالمأوى ...

باللقْمَةِ ... والفَرْحَة...!!

يتحمَّل من خالقه سَوطََ عذابْ..!!

وأناسٌ...!

تأكلُ تعبَ العاملِ ، جُهدَ الفلاحْ...!

تُكْسى بالسُندسِ والإستبرقْ...!!

ترتاحُ ، وتتخمْ

وتعيشُ... !

جناناً  وقصورا...

أموالاً  وخمورا...

وأماناً  وحبورا....

تنثُرُ دُررَ القولِِ..! وأركانَ الأخلاقْ :

الفقرُ مفازة ...للفقر مهابة ...

طوبى للفقراءِ... وللضعفاء ..

من أفقرهم ...لن ينساهمْ ..

فالآخرةُ..!  لهمْ ...

للبائس ...والصابر.. والراضي..والمستسلمْ ..!

جناتٌ ...ونعيم...دائمْ...!!

 

*       *        *

يا إنسانَ الارض المسحوق..تنبهْ.. للماضي ..!!

والمُنتَظَرِ الآتي..!!؟

من رحم الظلم..ومن وَجَع الحاجةْ..

من أكداسِ الاحزانِ اليومية..

وتمرَّدْ...

في الغابةِ...  ما منْ حَقٍّ يُعطى..!!

لا تلعقْ دمعات البؤسِ..

بل ابصقها في وجه البؤساءْ

لا تنكحْ فرجَ الظالم ...في الحلمْ ..

بل اطعن قلبَ الظالم ...بالعلمْ

ما عادتْ ...  (طوبى للفقراء ) ..

تُُخدِّرإحساس الفقراءْ...

طفح َ الكيلُ... بدينِ الوهم ..

ودالتْ ..

دولة صُنّاعِ الذُّل.. وكهّّان الابديةْ..

 

*       *       *

إني أبصرُ يومَ  خلاص الإنسانْ

من فُرجة أحزاني الأزلية..

وشرودِ عيون الأطفالِِ..

وآنّاتِ جياعِ الأرضْ ...

ودموع ثكالى الحربْ

وبطون حبالى الفقراءْ

فأرى..الناس سُكارى

من خمرةِ عِنَبِ الحُرّية

والكلُّ سواءْ...

من عسلِ شِفاهِ الإنسانية..

والكلُّ سواءْ...

من لبَنِ العَدْلِ وماءِ الأمنْ...

فالكلُّ سواءْ.......

بادتْ...وتلاشتْ...

جنةُ عَدْنِ الله الموهومةْ

سادتْ ...

جنتنا الإنسانية....

طوبَى للفقراءْ؟! فالآخِرَةُ لهُمْ ؟

 
 
 

(صور)  

طوبَى للفقراءْ؟! فالآخِرَةُ لهُمْ ؟!

الثلاثاء، يوليو 20، 2010

صَلاةُ الاسْـتِسْـقَـاءْ

 
 

صَلاةُ الاسْـتِسْـقَـاءْ

 

"بمناسبة شح المطر (ماء الحياة).. في أرض الديانات..."

"ومن وحي صلاة الاستسقاء..."

"صرخة عبد مؤمن فقير ، يعيش في غابة النعم السماوية...!!! "

"حيث هطل الثلج بكثافة (صدفة)  بعد أيام من  أداء صلاة الاستسقاء"

من وحي صرخته ... وصلاته ... استوحيت هذه الكلمات:

 

 

الثلجُ يُضمِّدُ أحشاءَ الأرض المجروحة

يغتالُ حرارتها

في قُبلة شوقٍ ، يطبعها

فوق الأودية وأوكار أُناسي الأرض

من بعد صلاةٍ ودعاءٍ

وبكاءٍ وطلبْ

 

*           *           *

حبسَ الغيثَ وقال :

ادعوني..... وارجوني ...

أرسلُ رعدي .. يُومضُ برقي ..

افتح أبواب سمائي

أغدقُ من نعمي

ُأغرقُ ذاك الساجد في محرابي

يشكرني....

فأنا الأول ُ والآخرْ

 

*           *           *

وأنا العبد الغرُّ الساذج ..

وأنا الغارقُ في ذلي... في ضعفي

أستجدي رحمته ..أستجدي الرزق ...

وانطح في صخرة أيامي

علَّ الرازق يسخو بعطاياه

 

*          *           *

 

وأنا العبد الصالحُ ..

يا خالق أعضائي

يلهج قلبي ولساني

ليلا ونهارا باسمك

ماذنبي؟!!..

حتى تحرمني

من قطرة ماءٍ تهمي

ويجوعُ صغارك؟!!..

ياعالم ما في الارحامْ

يا عادلْ!!...

 

*          *           *

 

اسمعْ يا مُتكَبِرْ....

ما ضَرَّ عُلاكَ لو أنَ السِترَ تَقَطعْ

وبدتْ ذاتكَ من غير قناعْ

من تُربَة أرضِكْ....

نحن الفقراءُ ...! البؤساء...!.. نناديكَ :

نُقبِّلُ أعتابكْ...

نجترُّ اسمك بين الوجبة والوجبة

لا نشبع من ذكركْ...!!

ارفعْ مقتكَ ...ارفع غضبكْ

لا أفهم أن الها يغضبْ..؟؟؟؟!!!!

هل يغضبُ من كان الكاملْ؟؟!!..

 

*            *             *

 

وأنا الإنسان العبدُ  المفتقرُ

لكل العلم وكل الحكمةْ.

وأنا المعجونُ بضعفي

أنتقدُ الخلقَ ...واحتجُّ  أقول:

لو كنت إلهاً ، لحظةْ

وانتابتني نزوةُ خلقْ

لخلقتُ وجوداً أفضلْ...!!

من كل مجرّاتِ الله وأفلاكه

وجراثيم المملكة الربَّانية...!!

 

*            *          *

يوم الحشر سألقاكْ..!!!

هذا وعدك للإنسانية

لن تتهرَّبْ...

ستراني أقف أمامكْ

إنسانا في ضعفي

تتدافعُ من صدري الكلماتْ

خوفاً من أن تتراجع في رأيكْ

فلديَّ كثيرٌ أرغب في قوله

لن أطلبَ مغفرةً أو صفحاً

لكنْ..كي أطلبَ منكْ :

أن تنزلَ من عليائكْ .. لو لحظةْ

إنسانا ....أنثى..!!

لاتملك مالا ..لاتملك جاها ..لا تملك حسنا

لكن تملكُ أعضاءً

تتحرق بالشوق إلى النشوة

.....أعرفُ أنك لن تتمالك نفسكْ

ستعودُ سريعا...تُصدرُ أمراً

تُلغي فيه جهنمْ...

وتعاقبُ نفسك بالوحدةْ..!!

 

*          *          *

يا محتكر الماء.. كما أعلنتْ..!!

" كانت  في البدء الكلمة "

" روح الله ...!!!!"

"وعرش الله...!!!!"

"يطوفان على وجه الماء ...؟؟!!"

ستُدمِّرُ كونكْ

تشربُ ماءكْ

وتعيش وحيدا...

ما أقسى الحاجةَ... والفقرْ...!!!

ما أقسى الوحدة يا واحدْ..؟!

صور من وحي صلاة الاستسقاء

 
صور من وحي صلاة الاستسقاء
 

الأحد، مايو 23، 2010

الكسوف

الكسوف

الساعة تشير الى الثانية عشر ظهرا ، بعد ليلة قاسية لم يغمض له خلالها جفن حتى الرابعة صباحا ، فتح عينيه بصعوبة - ومازال صوت المنبه يرن في أذنيه  – قاطعا سلسلة الاحلام والكوابيس التي لم تفارقه طيلة فترة نومه ،ليصدمه... النور وهو يغمر الغرفة بأشعة الحياة . وتيقن أنه مازال حياً ...!! مدَّ يده نحو علبة السجائر ، أخرج واحدة وأشعلها ، وسحب منها نفسا عميقا ،وتعثرت قدمه بكتاب (فاوست- غوتة ) ...-- كان يسلي به سهاده..و سقط من يده ...عندما غفا .. --  وهو ينهض باتجاه المطبخ ،  وعاد حاملا فنجان قهوته المعتادة ، جلس خلف مكتبه...وأدار مفتاح المذياع...الذي انبعث منه صوت فيروز (سنرجع يوما الى حيِّنا ... ونغرق في دافئات المنى....)... لتجتاح ذاته القلقة... جملة من المشاعر والرغبات ... والذكريات ...وبدافع جامح مسيطر  ،استبد به، وما استطاع أن يقاومه هذه المرة .    أمسك القلم بعد طلاق طال أمده ،  وبدأ يخطُّ على الورق ...نزيف مشاعر .... وأفكار ... دأب على الهروب منها حتى في احلامه :

وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ....من اللقاء ، كمشتاقٍ بلا أملِ

وتناغم مع فيروز .......(حيث تتماهى الانثى في الوطن):

سنرجع مهما يمر الزمان.... وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلا ولا ترتمي.....على درب عودتنا موهنا

وانساب القلم كعادته...في مثل هذه الظروف....مفرغا ...بعض ما تكدَّس في ذاكرته......:

أحببتها وظننت أن لقلبها
نبضا ً كقلبى  لا تقيِّده الضلوع ! !
أحببتها...  وإذا بها قلب بلا نبضٍ
سرابٌ خادعٌ ظمأ وجوع ! !
فتركتها  – رغم الاسى - لكن قلبى
لم يزل طفلا ً  يعاوده الرجوع
و إذا مررت - و كم مررت - ببيتها
تبكى الخطى منى  وترتعش الدموع ! ! .

وللحقيقة: هي التي  اختفت من حياته ...وتركته ...

انها دورة الفلك السرمدية ، فقد مضى ستمائة وثلاثين شروق وغروب على بدء احتلالها المواقع المتقدمة من تفكيره وعواطفه، ومئة نهار وليلة على اختفائها . وهو الذي عانى الكثير قبل ان ينجح في نقلها الى شاشة خلفية في ذاكرته ، حيث لم تعد تظهر إلا عندما تتوقف البرامج الاخرى عن العمل ... وحرص على استمرارية تشغيل جميع البرامج الاخرى(رغم تفاهتها)، فما عادت تظهر الا في بعض الاحيان !! كهذه المرة وقفزت الى ذهنه أسئلة  طالما تهرَّب منها.....: لماذا اختفت من حياتي؟!.. أما كان من الاجدر بي أن أزيلها من ملفات ذاكرتي ؟!.. لِمَ ارتضيت ابتعادها بلا كفاح....!؟... كيف...واين  ..............    لقد حاول  كل ذلك ولم ينجح . لقد تجذَّرت في ذاكرته العاطفية ،فيروسا لم تشهده ذاكرة من قبل . واغرورقت عيناه بالدموع لتسقط احداها على الورقة ، وأظلمت الغرفة من حوله ،وشعر بألم متزايد يمتد من الكتف اليسرى الى اطراف الاصابع !! .. تساءل في هدوء عاقل : أهي بداية النهاية...؟!..رفع بصره صوب النافذة ،وهو يمسح عينيه بكلتا يديه ، وإذا به يبصر نجوم الظهر تتلألأ في سماء شبه مظلمة ، ولتمرَّ ثوان معدودات خالها دهرا ، قبل أن يدرك أن ما حدث هو  (الكسوف الكلي  للشمس ).الذي ضجت به المحطات الاعلامية بالأمس...........
وضع القلم جانبا ، ووجه بصره نحو نجوم الشمال ، محاولا تبيُّن مواقع نجوم الدب الاكبر والدب الاصغر  ونجم القطب ،كما اعتادا...أيام الخمر والزهور... عندما كانا يخلوان معاً (والشيطان ثالثهما ...كما كانت تقول له وهما في ذروة نشوتهما ) .... في الليالي التي يغيب فيها القمر. وهما يعدّان الشهب التي تقذف بها الملائكة شياطين الجن المتلصصة على ملكوت السماء.....
واستيقظت ملأ روحه رعشة البكاء ، واشتمَّ من خلالها رائحة الزمن الهارب  مع دورة الافلاك ، وعادت الدموع تملأ  عينيه واستيقظ ذلك الحزن البهيج الذي طالما افتقده في ايام بُعدها ،والذي ما زال  صديقه الاوفى .
نهض من مكانه ، وشغَّل مفتاح النور وعاد متثاقلا الى قلمه وورقه .... ليتابع كتابة أبيات شعر للمتنبي:

الحزنُ  يُقْلِقُ  والتجمُّلُ  يردعُ  = والدمعُ   بينهما   عَصِيٌّ     طيِّعُ
يتنازعان  دموعَ  عين  مُسهَّدٍ  = هذا ،  يجيء  بها،  وهذا   يرجعُ
إني  لأجبُنُ من  فراقِ   أحبتي= وتُحسُّ نفسي بالحِمامِ فأشجعُ
ويزيدني غضبُ الأعادي قَسوةً = ويُلِمُّ  بي عَتبُ  الصديق  فأجزعُ
تصفو الحياةُ  لجاهلٍ  أو غافلٍ  = عمَّا   مضى  منها ،  و ما  يُتوَقَّعُ
ولمن يُغالطُ في الحقائق نفسَه = ويسومُها طلبَ المُحالِ فتطمعُ

.....في انتظار..... انقضاء نزوة العشق..!!. وانسحاب  القمر ..!!.وعودة الشمس ...واهبة النور والحياة........و .....و..... والمنتظر ؟؟؟!!!.. الآتي ..
..من غير نداء....!!....

الأربعاء، مايو 19، 2010

خاطرة سكرى

الخلق مايكل انجلو
خاطرة... سكرى ...
(لا ... أتذكر ... متى كتبتها ... أرجو أن تعجب .. البعض من الزملاء .)


في ليلةٍ...ما زلت أذكرها ...
طالت عليَّ ، وأضنتني ثوانيها
تلبَّسني حزني  ، وأرَّقني
وجدَّد الفكرَ... ذكَّرني...
مَنْ  كنت  أقصيها وأدنيها

يممت نحو خباءها...علِّي
أبدد همي ...لما ألاقيها
وألفيتني ..بالباب ..أطرقه
ياسعدي... ويا فرحي.. لقد فتحت...!
وضاءة الحسن ... تسبي لبَّ رائيها
جزلى...مرتلةً.. آيات عشق مُنَغَّمَةٍ  ...
كقرآنِ فجرٍ ... ونورٌ على نورٍ...يغطيها
همست مرحبةً..والعطر يسبقها:
""أيا أملي ..!! ...ويا حلمي...
انا التي في الصحو والسكر تبغيها ""
وشعَّ كأسانْ... من فيها.......ومن يدها ،
قبَّلتُ واحدةً...
وأهرقت كأسها الأخرى على جسدي
وبتنا الليل ...معتنقان ..في ولهٍ
ابليس ثالثنا..يرعى محبتنا
.وزق الخمرٍ ... رابعنا...يسامرنا
نعاقره....فيروينا... ويُظمينا
من خمرة الحب تسقيني
وخمرة الفكر والأحزان أسقيها
نشوى ..ونشوانُ ..يجمعنا
سُكرٌ ..تغلغل في مآقينا
أغفيت في أحضانها ...ثَملا
وجذوة الفكر ما انطفأتْ
العقل يضرمها..والخمر تُذكيها.

*          *           *

عَثَرْتُ بالله في حلمي
شيخاً...وقوراً ..  بحُلَّةٍ بيضاءَ يأتزرُ
وإبليسُ يُجالسه..! في ظلِّ وارفةٍ..
 رحيقَ  الخمر يَعْتصرُ..
في دنٍ مذهبةٍ...الدُّرُ  يكسوها
وإ بليسُ حاملها ...وحارسها...
يتساقيان ..كؤوساً ...! ما رأت عيني لها مثلا
ولا شبهاً ..لما فيها
بصافي النور يملؤها... ويجرعها ..
متى امتلأت... ويكسرها ...ويلقيها....
فتبرزُ أخرى من عباءته
فيُتْرِعُها...ويرشفها... ويكسرها ...ويلقيها...
صرختُ به:
تُحرِّمها..؟!  وتشربها..!!
وتلعنُ ..حتى مقاربها.. وحاملها...
 وناظرها... وبائعها ..وشاريها...
وتصليه ناراً...أنت صانعها...ومُزكيها

عجبتُ..وزاد من عجبي
لما تمهَّلَ حين أبصرني
ودقَّقَ في مداخلتي
وأخرج كأسا من عباءته
وأترعها ...وقدَّمها ..وذكَّرني:
""أنا...أنتَ ...يا إنسانُ...لا تعجبْ...!!
  نحن الثلاثة...واحدٌ...!!
حتامَ ...؟!...تظلمنا...!!
لنشرب نخب وحدتنا
أتُبْدِعُني...! وتُنْكِرُني..!
تُقَوِّلني ...ما أنت قائلهُ
لغايةٍ في النفس تخفيها ""

*          *           *
تنبَّهتُ من حلمي....
ونارُ الفكر زادت في تلظِّيها
لأبصرَنا...!!!
 عارٍ...وعاريةً....
 وفكرة (الله ) ... نارٌ برأسي...
العقلُ خالقها ...والعقلُ يفنيها